ويسألونك عن الفساد !!

كثيرا ما ندخل في نقاشات مع الشباب الجزائري يسألوننا عن أهدافنا وغاياتنا ، أيضا عن وسائلنا التي ننتخذها للتغيير ونقص تكويننا السياسي وربما حتى الفكري قد يجعلنا أحيانا في حرج في إيجاد الرد المفحم لمتل هذه التساؤلات .

اليوم تلقت إحدى الأخوات في الفريق سؤالا عن الفساد في إطار نقاشاتها حول حملة " مازال واقفين " : ما هو مفهومك للفساد ؟؟ ما هو الحل ضد الفساد الحاصل؟؟ ما الذي علينا فعله لنغير؟؟ 
أقول وبالله التوفيق
هذا السؤال تعنون به الكتب والمجلدات وتوضع له الاستراتيجيات الكبيرة والخطط العظيمة من اجل ايفائه حقه  فهو سؤال جد عام لكن سأجيب بما أقدر عليه ان شاء الله الفساد في الجزائر هو فساد في منظومة متراكمة ويشمل كل القطاعات التربية السياسة المجتمع الاقتصاد الادارة .... وكل القطاعات فلم يبق الفساد على مستوى رأس الدولة فقط بل تعداه إلى كل مؤسساتها فأصبح يشمل الوزير و المستشار والمدير الولائي والمراقب وحتى آخر عامل ، فالفساد أصبح مصدر عيش للكثير من العائلات الجزائرية  كثير من أبناء الشعب المخلصين النزهاء دخلوا مجال الادارة وهمهم كسب العيش الحلال ليتورطوا بعد ذلك في قضايا فساد قد تكبر وقد تصغر ، لكن  النظام يسعى إلى إدخال أكبر عدد من المتورطين في الفساد لتعظم شوكته . ليصبح كل فرد في هذه الشبكة الكبيرة المترامية الأطراف جنديا يذود بكل قوته للدفاع عن النظام الراعي لمنظومة الفساد العظمى فيتجهز لكل موعد انتخابي ليحشد الحشود ليعيد انتخاب نفس الحزب الحاكم الذي تمثل شبكة الفساد التي تحدثنا عنها وعاءه الانتخابي وهكذا يجدد الفساد دماءه عن طريق الانتخابات بدل أن تكون هذه الأخيرة وسيلة للاصلاح السياسي . 
ما هو الحل ضد الفساد الحاصل؟؟
الحل يتمثل في أمرين أساسين متلازمين :إصلاح ( توعية ) في المجتمع + إصلاح سياسي عن طريق المعارضة الحزبية الفعالة.
1-  الإصلاح في المجتمع : يكون عن طريق الأحزاب والجمعيات والمنظمات والنقابات ولجان الأحياء التي تعمل على ما يسمى في الشريعة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو مصطلح عام يشمل التوعية بكل انواعها النظافة ، محاربة المخدرات ، محاربة الآفات الاجتماعية ، التشجير ، التثقيف السياسي ... وهلم جرا ، يمكن لهذه الأحزاب والجمعيات عقد ندوات شهرية تمس فئات معينة تدعى لها كل فئات المجتمع وكل شرائحه تناقش ملفات هامة  كواقع النظافة في الأحياء ، واقع السكن ، البطالة ، المخدرات ، الآفات الاجتماعية وغيرها من الندوات تعرض للنقاش لتكلل كل ندوة بحملة ميدانية يقوم بها المشاركون يستهدفون في كل حملة حيا من الأحياء ما يوسع دائرة الشريحة الفاعلة المثقفة في المجتمع وهي بدورها تكسب شريحة أكبر من المعجبين والمنضمين فيتوسع الخير في المجتمع في طريقنا نحو مجتمع واع ومثقف .
2- أما بالنسبة للمعارضة الحزبية الفعالة فلا بد للأحزاب التي تحترم نفسها من أن تعرض برامج هادفة جذابة للجماهير تجمع وتلم الناس حولها لا كما هي الاحزاب الآن مجرد أحزاب شكلية إلا ما ندر ، إضافة إلى مواقف مشرفة تتبنى مطالب الشعب وتدافع عليه وبتوحد الوعي المجتمعي والمعارضة الناضجة يمكن أن يحدث التغيير إما بالطرق السلمية عن طريق الصندوق وإلا فسيثور الشعب رافضا سرقة أصواته ورافضا للفساد بكل أنواعه وحينها سيكون التغيير من مجتمع واع لا يعرف للشغب وللفوضى طريقا ولا سبيلا .
واجبنا نحن كفريق للنضال الإلكتروني العمل على واجهة التوعية المجتمعية عن طريق صفحاتنا والحمد لله أول الغيث حملة مازال واقفين التي بدأنا بها هذا الأسبوع لننتقل بعدها من التوعية السياسية إلى التوعية المجتمعية إلى التوعية الثقافية وهلم جرا حتى نصل إلى شباب جزائري واعي يسعى إلى التغيير الهادئ ولا يرضى بالحقرة ولا الاستغلال .