مشكل الهوية عند شباب الحركة الاسلامية في الجزائر

وضوح الرؤية والهوية كانت ولا تزال من أهم أسباب نجاح المؤسسات وفي المقابل فإن عدم وضوح الرؤية وضبابية الهوية يؤدي بالضرورة إل فشل المؤسسة وصعوبة في تحريك أفرادها .وأرى أن هذا من أكبر المشاكل التي تعترض الحركة الاسلامية في الجزائر ، حيث نرى الحركة تبتعد ابتعادا كبيرا عن أصالتها وفكرها المتجذر في أعماق المجتمع الجزائري والمناضل فيها غير متشبع بفكر المجددين الجزائريين كعبد الحميد بن باديس ومالك بن نبي والكواكبي البشير الابراهيمي بل نرى حتى الكثير من أبناء النحناح رحمة الله عليه يعرفون عن مرشدي الاخوان بمصر وقادة المقاومة بفلسطين ما لا يعرفونهم عن مؤسس الحركة الاسلامية بالجزائر الشيخ محفوظ نحناح ورفيق دربه الشهيد محمد بوسليماني عليهما رحمة الله فالقليل يعرف فقه الشيخ بوسليماني وعلمه الغزير وفكر الشيخ محفوظ وفراسته بينما يتغنى في الوقت ذاته بالعلماء أو المفكرين المصريين والفلسطينيين والسوريين وغيرهم .
هذا الأمر سينعكس بالضرورة على سلوك مناضلي الحركة الاسلامية وشبابها بالخصوص فنجدهم ينسلخون عن هويتهم الجزائرية بل ويتهربون منها في بعض الاحيان فمثلا على الفايسبوك يسمي بعض شباب وبنات الجزائر انفسهم بمحمد مرسي وابن القسام واستشهادية فلسطين وفلسطينية وافتخر وابنة فلسطين بل والأدهى من ذلك نراهم يقلدونهم في طريقة حديثهم ولهجاتهم  وغيرها من التصرفات التي توحي بابتعادنا عن عمق المجتمع الجزائري وتهربنا منه وفي المقابل نادرا ما نراهم يلقبون أنفسهم بـ جزائري وافتخر أو باديسي وافتخر أو ابناء مالك بن نبي وكأننا لا نمتلك أي رصيد فكري جزائري. ومن السلوكات المنعسكة أيضا متابعتنا لأخبار مصر وفلسطين بشكل كبير وكبير جدا وجهلنا بأخبار السياسة والاقتصاد في الجزائر بل وحتى أهم الاخبار بينما يعرفون أدق التفاصيل والتحاليل عن السياسة المصرية وأهم وجوه المعارضة وطريقة الانتخاب ونسب المنتخبين وعدد المترشحين وكل شي يتعلق بمصر أو فلسطين وهذا اختلال في منظومة العقلية التي يعمل بها الشباب .
هذا الأمر أعتبره أهم عائق وتحد يعترض الحركة الإسلامية بالجزائر لأننا نرى أننا فلسطينيون أو مصريون مقيمون بالجزائر ولا علاقة لنا بالمجتمع الجزائري وهو ما أعاق سياسة الانفتاح التي جندت لها الحركة الكثير من المنظرين والمحاضرين مع ذلك فشلت لأننا بعيدون تمام البعد عن المجتمع وما يحيط به .
وسأطرح في تدوينتي القادمة أهم أسباب هذه الضبابية في الهوية وأهم الحلول التي أراها قد تكون ناجعة بإذن الله
صهيب قمرة