السبت، 8 يونيو 2013

النقطة والفاصلة

صباح اليوم في إحدى محطات النقل الحضري بالعاصمة تلقيت درسا جميلا ممتعا من رجلين كبيرين في السن التقيت بهما هناك كان عنوان الدرس : الفاصلة والنقطة .
مناسبة الدرس كانت بعد نقاش حول تعاطي بعض الصحف الجزائرية مع قدوم أردوغان ومقارنتها بتعاطيها مع قدوم ساركوزي إلى الجزائر ومن موضوع إلى موضوع وصلنا إلى تفاعل الشباب مع الأحداث اليومية والأخبار ومنه إلى المنظومة التربوية فقال لي عمي حكيم : أهم درس أهملته وزارة التربية هو النقطة والفاصلة فسألته متعجبا وكيف ذلك ؟! 
قال لي بأننا تعلمنا درس النقطة والفاصلة وأعطيناه حقه من العناية والتركيز ، تعلمنا أنه عند النقطة علينا الوقوف وعند الفاصلة علينا التوقف للتفكير، شبابنا الذي لم يعي معنى النقطة والفاصلة أصبح يعطي الأحكام ويتخذ القرارات المصيرية بتسرع وتهور غير مبال بما يدور حوله في حين أنه لو تعلم وركز على هذا الدرس فسيتوقف حين تمس كرامة الوطن وسيفكر طويلا حين حين تستباح خيرات الوطن .
مر الوقت سريعا وأنا أستمع لكلام الرجل الجميل الهادئ الموزون الممتلئ حكمة وحبا للوطن ولما جاوزت الساعة 11:00 قالي لي بأننا لو كنا نعلم حقا معنى النقطة والفاصلة لأتت الحافلة على الساعة 11:00 بالضبط لأنها تعرف متى تتوقف وكم من الوقت تسلزمه كل فاصلة (موقف) في طريقها لكننا للأسف لم نع المعنى الحقيقي لها. 
فعلا استفدت الكثير من مجالستي لعمي حكيم وعمي السعيد وودت لو تأخرت الحافلة أكثر وأكثر كي أستزيد من تجربتهما في الحياة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق