الأحد، 20 يوليو 2014

الجزائر .. شعب خائف

ألم في غزة، موت في كل مكان وهلع في كل وقت، كل عائلة تنتظر قدرها بقلب مؤمن ولا يدري الواحد في غزة هل سيكون التالي هو أم أخوه؟ إبنه، أمه أو أبوه. 
أما شعوب العالم فقد قامت منددة بما يحصل هناك، كل ساعة مسيرة ومظاهرة أو وفقة وحشود من الناس من كل الأطياف ، مسيحي يهودي مسلم بوذي لا ديني ... فرقتهم المعتقدات لكن جمعتهم الإنسانية، لكن حين تموت الإنسانية تهون النفس البشرية ويغلب عليها فيروس خطير ألا وهو الخوف فهناك شعب في شمال إفريقيا ماتت فيه الإنسانية بكل معانيها، نعم أنا أتحدث عن الجزائر.

يا ترى ما الذي يمنع الشعب الجزائري الآن من التظاهر؟ ما الذي يمنعه من النصرة؟ 
لا يمنعنا شيء من ذلك إلا الخوف، ما يمنعنا إلا الجبن، خوف من كل شيء ، خوف من مواجهة الناس، خوف من وصفنا بالنفاق، خوف من مواجهة قوات الأمن ، خوف حتى من أشعة الشمس ، بل حتى خوف من تضييع حلقة من مسلسل تافه في ليالي رمضان الماجنة.
نخاف من أن نظهر بموقف يخالف موقف دولتنا المحايد في نظرته للصراع الدائر بين " الدولتين "، نخاف من جرح مشاعر الرئيس المقعد الذي منعه المرض من الكلام، وحبس النفاق حاشيته عن الحركة، وشل الفساد بلده عن التقدم إلى مواطن الشرف، ونخر الذل مواطن العزة في قلب شعبه فاستكان واستضعف وعجز عن ابداء أضعف الإيمان، نعم في بلادي كاد الخوف أن يكون كفرا وأصبح بالفعل كذلك، فأصبحنا نكفر بمبادئنا ونلعنها صباح مساء ونعتبر المجاهد إرهابيا والحامي لوطنه منافقا، والمحاصر لغزة وشعبها بطلا.
دعوني أترك الكلام عن هؤلاء لأتحدث عنا نحن المتعاطفين من القضية، أتحدث عن معنوياتنا المرتفعة ونحن نعتقد أن مجرد الكتابة على حائط على الفايسبوك كافيا لنقول أننا مع القضية، ومسقطا عنا ما فوق ذلك من مسيرات ومظاهرات ومطالبة لهذا النظام الفاسد بالتخلي عن هذا الموقف المخزي والمخجل تجاه ما يحدث في غزة.
 لازلنا نزداد خذلانا وجبنا وخوفا يوما بعد يوما فلا نامت أعين الجبناء.

من يهن يهن الهوان عليه          ما لجرح بميت إيلام 

0 التعليقات:

إرسال تعليق