الأحد، 3 أغسطس 2014

هل العلمانية شر مطلق ؟

هل العلمانية شر مطلق ؟ سؤال استقبلته من صديقي الأستاذ ياسين إعمران على حسابي بموقع الآسك هذه الشبكة الاجتماعية المفيدة جدا والتي تساهم برفع المستوى الفكري والتوعوي بشكل رائع جدا 

الجواب :
أرى من الظلم وصف نظام ساهم بنهضة دول ومجتمعات وشعوب تبنته وجعلته دستورا ومنهج حكم وتحكيم بالشر المطلق بعد أن كانت غارقة لقرون في ظلمات الجهل وحكم" الدين المحرف " حتى أتت صرخة الثورة الفرنسية بشعار " اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس" وقررت فصل الدين عن الدولة بل حتى ازدراء كل ما له علاقة به كرد فعل طبيعي للصورة السيئة التي تركتها الكنيسة والنظام الإقطاعي الجائر الذي كان يستخدمها كوكيل عن الله وناطق باسمه ، بل إن هذه الدول تسود العالم الآن وترسي معالم الحرية والمساواة والديمقراطية وتمكنت من القضاء على مظاهر العنصرية تدريجيا وهي الآن تحاسب الوزير والرئيس كموظف على كل صغيرة وكبيرة وتحقق الحياة الرغيدة لشعبها وتقضي على البطالة أليس كل هذا خيرا تنعم به دول علمانية؟ إذن فلننفي فكرة الشر المطلق .
لكن هذا النظام هو نظام من وضع الإنسان وتعتريه الكثير من النقائص كحال أي عمل بشري فهذه الدول بحكم ابتعادها لما يقارب القرنين عن كل ما له علاقة بالدين (إلهي) فقدت الكثير من المقومات القيمية والأخلاقية فاختل نظام الأسرة وتضاعفت نسب الإجرام والانتحار وأيضا نسب الرذيلة والشذوذ .. وهذه القيم لا يحرص عليها إلا النظام الإلهي الديني فهو نظام يوازن بين الجسد والروح بشكل لا يمكن أمامه إلا التسليم والاتباع ( أقصد اتباع مقصود الشارع وليس فهم العلماء فهي قابلة للنقد والاختلاف )
---------------------------
من جهة أخرى فالإسلام لم يحدد نمطا معينا للحكم السياسي، فلا توجد نصوص شرعية تفصل شكل نظام الحكم في الإسلام وكيفية اختيار الحاكم وكيفية إدارة الأزمات الداخلية منها والخارجية، وإنما حدد الإسلام جملة من القيم والمعايير تتسم بطابع أخلاقي عام تتوافق مع القانون الإنساني، ووضع تشريعات عدة تضبط الممارسة الاجتماعية العامة. 
وأسمى "ماصدق " للنظام الإسلامي هو الخلافة الراشدة التي حتى هي لم تحدد الآليات وإن كانت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالتحديد شهدت مرونة كبيرة في فهم الإسلام وتطبيقه، وهي حالة يمكن أن تمثل مقياسا كبيرا في التعامل مع البعد السياسي في الإسلام اليوم
---------------------------
هناك مجال واسع مشترك كبير بين البعد السياسي للعلمانية المحايدة وبين الإسلام، فالنسقان متفقان على مدنية السلطة وعقلانيتها وعلى الحرية في الاجتهاد في منطقة واسعة وكبيرة من مجالات الحياة.
أمّا إشكالية الحريات والتعددية والمواطنة والفنون والعقوبات والحدود بين العلمانية والإسلام، فابتداء هناك اتفاق كامل بين ألوان الطيف الإسلامي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على أن واقع المسلمين اليوم ليس إسلاميا 100% وأن هناك عددا كبيرا من المسلمين بعيدون عن أحكام الإسلام وتعاليمه وجزء منهم لايزال من "المؤلفة قلوبهم" كما أن هناك نسبة كبيرة من الأقليات غير المسلمة في البلاد الإسلامية.
-----------------------------
إذن يمكننا الحديث عن تقارب بين العلمانية والإسلام السياسي وهنا نتحدث عن النموذج التركي أو النموذج التونسي بنسبة أقل 
التالي
هذا احدت موضوع.
رسالة أقدم

0 التعليقات:

إرسال تعليق